السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كلنا نعرف الاحلام ونمر بها في حياتنا الدنيوية لكن من منا لا يعلم حقيقتها خصوصا مع نبي الله يوسف عليه السلام اسمى مخلوق في الكون يستطيع تفسير الرؤى كل هذا ونحن لا ندرك اسرار هذه الاحلام التي تكتسح فضاء راحتنا مخلفة وراءها مجموعة من التساؤلات فاتحة المنبر للنقاش والجدل حول ماهيتها ومضمونها الغريب واحيانا الغامض الذي يشوش افكارنا ويجعلنا في مناى عن التصور السلمي لنواحي حياتنا المستقبلية
من منا لم يمر بحلم او احلام تختلط في ذهنه ويسعى الى معرفة حقيقتها نعم--- الاحلام وان كانت بمفهومها السائد احداث لا تتصل بالواقع الملموس باي شيء او انها جزء لا يتجزا من هذا الواقع الذي يتفكك الى صور ورموز نعرفها لكن تتغير دلالاتها في عالم الاحلام – فانني اقول بان هذه الاحلام ما هي عبارة الا عن رسالة مشفرة لا يفهم رموزها احد لا لكونه يجهل مسمياتها في واقعه بل لان معناها يختلف باختلاف لغة عالم الاحلام
ومن البديهي ان معظم الناس يتحسسون احلامهم على انها رسالات اما ساخطة على وضعهم او محفزة لهم لكن يبقى السؤال المطروح ما مصدر هذه الاحلام اهي فعلا منوه ومحذر لتصرفاتنا في الحياة ام هي مجرد قصص وهمية نتلفظ بها
اذا بحثنا في عموم هذه التساؤلات سنجد ان لكل واحد منها جوابا بالتوافق فمصدر هذه الاحلام قد يكون وحيا الهيا او يكون احلام شيطانية او تتحقق بفعل عوامل عقلنا الذي ينسج خيوطا من اللحظات المؤثرة فيه
وبالدرجة الاولى فالاحلام التي يكون مصدرها وحيا الهيا لا تكون الا رؤيا مطلقة التحقق والحدوث في مجتمعنا وقد تكون عبارة عن رموز ديداكتيكية ندركها في واقعنا الملموس لكنها تحمل في طياتها الكثير من العبر والمعاني التي تكون محذرة او مبشرة بولادة زمان جديد وان كان في هذا السياق ما نقول او نتمثل به قولنا نرجع لخير مصدر من ايات الذكر الحكيم ففي سورة يوسف نجد من الانباء ما يربطنا بعالم الرؤيا الصالحة رؤيا النبي الكريم يوسف عليه السلام والتي تمثلث برموز تدرك معانيها في الواقع"الكواكب الشمس القمر'' لكن معناها هنا يختلف كليا فالكواكب تدل على اخوة يوسف على خلاف ما نعلمه بانها عبارة عن اجسام دائرية في الفضاء الخارجي والشمس والقمر تدل على ابويه على عكس ما نعلمه بان الشمس والقمر عبارة عن مسخرات في السماء وهكذا دواليك ونجد بان هذه الرؤيا تحققت في الاخير بسجود اخوة يوسف عليه السلام وابويه له قال تعالى في سورة يوسف (واذ قال يوسف لابيه يا ابت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين)
والعديد من الايات العظيمة التي تدل على ان الرؤيا رسالة الهية سامية مطلقة الحدوث ولا راد لها
اما بالنسبة للاحلام الشيطانية فغالبا ما تعبر باحلام لا منطق لها ورموزها متوافقة مع ما نعرفه في حياتنا وعادة ما تكون احلاما توقع بالانسان في غياهب الاثم والعدوان والبغي وتاتي كرسالات يرسمها الشيطان في ذهن الانسان من اجل اغوائه بافعال شيطانية منافية للدين الاسلامي
قال صلى الله عليه وسلم(الرؤيا الصالحة من عند الله والاحلام من الشياطين)
وفي غالب الاحيان يمكن للاحلام ان تنصب في ضوء فكرنا فقط مثل نسج احداث وقعت لنا بالفعل واعادة تصويرها في عالم الاحلام مع الاحتفاظ بنفس الاشخاص ونفس الزمان والمكان بالشكل الذي يتوافق مع مخيلتنا الواسعة او ما يشغل بالنا وهذا النوع الاخير ما هو الا نتاج تخزين عقلنا لهذه الاحداث والاسراف والافراط في التفكير بها
الا ان هناك نوعا وضربا اخر من الاحلام لكن هذه المرة وانت مستيقظ وهو ما يسمى باحلام اليقظة التي تجعلك متحررا من العالم حولك سابحا في دوامة من الافكار التي تحيط بمخيلتك وكذلك هناك نوع من الاحلام وهي تلك الاماني التي يسعى كل فرد لتحقيقها في حياته المستقبلية
ويبقى الاشارة في الاخير الى ان الاحلام عبارة عن عالم غريب وعجيب تتوسطه احداث تخرق حدود المعقول والواقع الى العجب والمستحيل احيانا
فاتمنى ان تكون احلامكم احلام خير وفي ما يلي بعض من توجيهات الاسلام في هذا الصدد
قال صلى الله عليه وسلم(اذا راى الرؤيا يحبها فلا يحدث بها الا من يحب)-----رواه البخاري------
قال صلى الله عليه وسلم(اذا راى ما يكرهه فليبصق عن يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)-----رواه مسلم-----
(ولا يذكرها لاحد فانها لا تضره)
(وليقم فيصلي)-----رواه مسلم------
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته