بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وسائر الانبياء والمرسلين باحسان الى يوم الدين
السخرية والاستهزاء بالاخرين من بين المواضيع الاكثر اهمية التي يناى عن طرحها الكثيرون كعنصر اساسي في مساهماتهم اذ ان الكثيرين يجهلون حقيقة هذا الموضوع الذي يعتبر مصدرا اساسا لمعظم الامراض النفسية الاكثر تدميرا وتهديدا للحياة البشرية من مثل مرض الاكتئاب والقلق والياس نعم وهنا تتلخص خطورة هذه الافة الخطيرة التي ومع الاسف اضحت سائدة في مجتمعاتنا الان والاسوا من ذلك انتشارها بنسب ودرجات مرتفعة في مجتمعاتنا الاسلامية التي تقوم على النهج السلمي للكيفية الصحيحة لتقويم سلوكنا التواصلي الحضري لكن مع الاسف لا يوجد وعي بخطورة هذه الافات على صحة الفرد وصحة من يحيطون بنا
السخرية والاستهزاء بمعناها المتداول الضحك على الاخرين سواء من ناحية لباسهم او كيفية كلامهم او تصرفاتهم او طريقة مشيهم الخ
اما افعال السخرية والاستهزاء فتنشا عن طريق الضحك او الهمز واللمز او محاكاة افعال المستهزا به او التلميح له بعبارات قاسية او بمجرد التلميح البسيط مما يؤثر في نفسية المتعرض للاستهزاء
لكن يبقى السؤال المطروح بل المحير
ما الجدوى من هذا الاستهزاء والسخرية
بالطبع سؤال محير تتعدد الاجابات عنه لكن يمكن ان نلخص اسبابها كالاتي
الحقد والعداوة بين الناس
الانصياع لسلوكات الاخرين واخلاقهم
الجهل بعواقب السخرية والاستهزاء
عدم تقوى الله عز وجل
الانصياع لوساوس الشياطين
ومن هنا نحلل معظم الاسباب التي ادرجناها بشكل مبسط وشامل لكل الاسباب ونجد انها في حقيقتها ترتبط بعلاقة سببية قوية بحيث نجد ان عدم تقوى الله عز وجل يشكل حافزا للانصياع لوساوس الشيطان الرجيم ومن ثم تنبني هذه الوساوس على ضرورة الانصياع لسلوكات الاخرين واخلاقهم لان هذا ما يفرضه المجتمع اليوم مما يؤدي الى انتشار الحقد والعداوة بين الناس وبالتالي يجهلون عواقب افعالهم السلبية
وبهذا نجد مجتمعاتنا اليوم عبارة عن حلبة صراع في اطار تحقيق النزعة النفسية للانتقام من الاخرين ايا كانوا وتاتي هذه الغريزة على حساب السخرية والاستهزاء بالاخرين من اجل الحصول على طمانينة بال والشعور بلرضى عن الذات
لكن فليعلم الجميع بان الشخص الذي يسخر من الاخرين فهو كذلك يتعرض للسخرية من قبل الاخرين وهكذا دواليك لنحصل عن دوائر مترابطة ومتشابكة من الحوافز الاساسية للانتشار السريع لهذه الافة الخطيرة في محاولة الثار للنفس هذه الاخيرة التي تعتبر نفسا مريضة منعدمة الايمان بالله عز وجل مما يترتب عنها حلول عدة مشاكل نفسية لها تاثيراتها السلبية على الفرد ----يمكن ان تؤدي به الى الموت لاحساسه بالفشل-----وعلى المجتمع------بموت فئة الشباب النشيطين وتخييم الياس يتراجع مستوى العمل والتنمية الاجتماعية----هكذا يمكن حساب الاضرار الناجمة عن هذه الافة دنيويا
فما بالك بالاخرة وعقاب الله عز وجل بالطبع لن يغفل عن هذه الفئة سيسخر الله تعالى منها كما سخرت من عباده الصالحين اقول الصالحين وليس من يقابل الشيء بالمثل نعم سيسخر الله تعالى منها يوم القيامة ولنتذكر كم من قوم سخروا من الانبياء والرسل من مثل قوم نوح عليه السلام وقوم شعيب عليه السلام و قريش الخ
نعم حتى الانبياء لم يسلمو من السخرية لكن مع ذلك ماذا فعلو لم يصغو لاهواء انفسهم في الانتقام ولم يقابلوهم بالحقد والعداوة وسخروا منهم بل وجهوا انفسهم صوب العزيز القدير بل واكثر من ذلك طلبوا لهم المغفرة والهداية ما هذا الامر العظيم الذي ينم عن سلوكيات خيرة القوم هل من يسخر مني ويجرح مشاعري لا ابالي به بل واكثر من ذلك اطلب له الهداية لكن هذا ما يجب فعله حقا ان نتذكر الموت والبلى وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبارته هذه في احدى احاديثه الشريفة نعم من اراد الاخرة نسي زينة الدنيا والسخرية والحقد والاستهزاء من زينة الدنيا نعم علينا ان نتذكر ان الله عز وجل هو المتصرف في امر عباده ولا احد كامل في خلقه اذ الكمال الا لله سبحانه وتعالى لذا لا ينبغي السخرية من الاخرين على شكلهم او تصرفاتهم لانها من خلق الله عز وجل ومن يسخر على مؤمن فانما يسخر من خلق الله تعالى والعياذ بالله
ولن نترك موضوعنا دون الاشارة الى ان السخرية والاستهزاء ترك اثرا سلبيا في نفسية الشخص المتعرض لها هذا الاخير ينبغي له تعميق ايمانه بالله عز وجل وعدم الاهتمام بمن يسخر منه والتوجه لله العلي القدير بان يعينه وكذا فلينظر لمن يسخر منه بمنظار نقص لان كل شخص يستهزئ في الحقيقة ليس بانسان متحضر
وقولو حسبي الله ونعم الوكيل